شركة علي بابا الصينية توظف أكثر من 22,000 شخص ومسؤولة عن 80% من التجارة الالكترونية بالصين وفتحت الباب أمام مئات ألاف المصانع والشركات الصينية لدخول السوق العالمي. أثر علي بابا على الصين أكبر مما يتوقعه معظم من يقرأ أخبارها المنتشرة الآن. هي فعلياً لم تنجح وحدها بل ساهمت بانجاح مئات آلاف الشركات الأخرى معها وساهمت بجعل الصين قوة تجارية عظمى. علي بابا تنافس جوجل، أمازون، اي باي (باي بال) وعشرات الشركات الأخرى وتفوقت عليهم مجتمعين.
لماذا أخبركم بذلك الآن؟ لأن ان تمكنت علي بابا خلال 15 سنة من الوصول لهذا النجاح، نحن قادرين على تكرار التجربة عربياً ان استمرينا على نفس الهدف، ان لم نستلم وان بقينا يداً واحدة وعمل كل واحد منا باخلاص وربما في مدة أقل.
لو نظرنا لواقعنا العربي لوجدنا:
  • فئة سلبية جداً ترى السواد الحاصل في معظم الدول العربية وفقدت الأمل بأي تغيير
  • فئة أخرى مبهورة بالمجتمع الغربي، تتحدث الانجليزية وباتت تخجل من أصولها العربية وتقريباً تبرت من عروبتها
  • فئة تحاول التغيير لكن اما لا تعرف الطريق أو مساهمتها محدودة جداً وربما غير فعالة
الحقيقة المرة أننا كعرب في الحضيض لكن أمامنا فرصة لتغيير ذلك وهذا التغيير سيبدأ من كل شخص فينا ومن نجاحنا في حسوب. نحن مازلنا في البداية والطريق أمامنا طويل بل طويل جداً لكن عندما ينفذ كل واحد منا الدور الموكل اليه، كونوا متأكدين أننا سنصل وسنحقق مالم تحققه أي شركة عربية أخرى.
الفرصة المتاحة أمامنا ليست متاحة أمام أكبر شركة انترنت عربية أخرى، نجاح حسوب ليس نجاح لنا كفريق بل هو نجاح للويب العربي ولمجتمعنا العربي ولجميع المستقلين والناشرين الذين يعتمدوا على خدماتنا سواء كانت إعلانات حسوب، خمسات، أسناد وقريبا مستقل. في حين أن المتشائمين والمحبطين يروا السواد، هم من استهزئ بهدف حسوب عندما بدأنا وهم من شككوا بقدرتنا على المنافسة، يوماً بعد يوم نثبت لهم أنهم مخطئين. ان استمرينا بهذا الشكل، لن ننجح فحسب بل:
  • سنعيد أمل مفقود يحتاجه جميع العرب، أمل بقدرتهم على النجاح والمنافسة عربياً وحتى عالمياً
  • نجاح حسوب سيحفز الكثير من رواد الأعمال والمستثمرين ويسرع من اطلاق شركات عربية بجدية أكبر وأهداف أكبر مما نراه الآن تنافس الشركات الأجنبية
  • كما فتحت علي بابا فرصاً أمام الشركات الصينية، نحن أيضاً نفتح فرصاً أمام الشباب العرب نحل أصعب المشاكل التي تواجهم وهي البطالة. فرصاً دون عملنا جميعاً ربما لما توفرت لهم
  • نجاح حسوب سيكون نجاح لنا جميعاً ولينطلق من بعد حسوب 10-20 شركة أخرى بجميع المجالات تؤسسوها أنتم
رغم كل الثورات والانقلابات وكل الفساد والدمار الذي حصل ويحصل يومياً في العالم العربي، نحن من سيعيد بناء كل ذلك ولسنا بحاجة لأن نكون وزاراء أو سياسيون لنحدث تغيير على نطاق كبير. لا يوجد دولة في العالم أصبحت قوة عالمية دون الشركات التي بناها فريق مثلنا وشركات مثل حسوب، أشخاص آمنوا بهدف ولم يستمعوا للمتشائمين وكل ما علينا هو أن نبذل أفضل ما لدينا، أن نحاول دائماً السير بشكل أسرع وأن نستثمر بتطوير أنفسنا ومهاراتنا وألا نستسلم مهما بدا الهدف صعب أو طال الطريق. سوياً سنصل.